سورة النحل - تفسير التفسير الوسيط

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النحل)


        


{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثاً وَمَتاعاً إِلى حِينٍ (80) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (81) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (82) يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ (83)} [النّحل: 16/ 80- 83].
روى ابن أبي حاتم عن مجاهد: أن أعرابيا أتى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، فسأله، فقرأ عليه: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً...} قال الأعرابي: نعم، ثم قرأ عليه: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ...} قال: نعم، ثم قرأ عليه كل ذلك، وهو يقول: نعم، حتى بلغ: {كَذلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ} فولّى الأعرابي، فأنزل الله: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ} هذه الآيات تعداد لنعمة الله على الناس في البيوت وغيرها.
فذكر أولا، بيوت التمدن، وهي الصالحة للإقامة الطويلة، وهي أكثر بيوت الإنسان، فالله يسّر للناس طريق الإيواء في هذه البيوت والسكن فيها وإليها، ثم ذكر الله تعالى البيوت المتنقلة: بيوت النقلة والرحلة للأعراب الرّحّل، وهي بيوت الأدم (الجلود) وبيوت الشعر، وبيوت الصوف، لأن هذه من الجلود، لكونها ثابتة فيها، وهي خفيفة الحمل والنقل من مكان لآخر يوم الظعن (السفر) ويوم الإقامة، وهي الخيام والقباب المعروفة، يخفّ حملها في الأسفار، فقوله تعالى: {تَسْتَخِفُّونَها} تجدونها خفافا. وجعل الله سبحانه للناس من أصواف الغنم، وأوبار الإبل، وأشعار المعز، ما يتخذ أثاثا للبيوت، والأثاث: متاع البيت، ويتخذ وسيلة للتمتع والانتفاع به في الغطاء والفراش، لمدة من الزمان في علم الله، فقوله تعالى: {وَمَتاعاً إِلى حِينٍ} يريد به: وقتا غير معين، وهو بحسب كل إنسان، إما بموته وإما بفقد تلك الأشياء.
ثم عدّد الله تعالى نعما أخرى على الناس: وهي أنه جعل لكم أيها الناس من الأشجار والجبال وغيرها ظلالا تستظلون بها من شدة حر الشمس، وشدة عصف الرياح، وجعل لكم من الجبال حصونا ومعاقل ومغارات وكهوفا ونحوها، تأمنون فيها من العدو والحر والبرد، وجعل لكم سرابيل، أي ثيابا من القطن والكتان والصوف ونحوها، تقيكم شدة الحر والبرد، وجعل لكم دروعا من الحديد ونحوه تقيكم بأسكم، أي شدة القتال والطعن وضرب الرماح والسيوف والنبال وشظايا القنابل وغيرها. وهكذا تتوالى نعم الله تعالى عليكم أيها الناس، للاستعانة في أموركم وحوائجكم، وإطاعة ربكم وعبادته، لتدخلوا في دين الإسلام، وتؤمنوا بالله وحده، وتتركوا الشرك وعبادة الأوثان، فتدخلوا الجنة، وتأمنوا العذاب والعقاب.
فإن أعرض الناس بعد هذا البيان وتعداد النعم، فليس عليك أيها النبي شيء من المسؤولية والحرج، ولست بقادر على خلق الإيمان في قلوبهم، إنما عليك فقط تبليغ رسالتك بوضوح، وتبيان أصول دعوتك، ومقاصد الدين، وأسرار التشريع، وسبب هذا الإعراض، هو التنكر للجميل والمعروف، فهم يعرفون أن الله تعالى هو المنعم بهذه النعم عليهم، وهو المتفضل بها عليهم، ومع هذا ينكرون ذلك بأفعالهم، ويعبدون معه غيره، ويسندون الرزق والنصر إلى غيره، وأكثرهم الكافرون كفر نعمة وعقيدة، أي الجاحدون المعاندون، وأقلهم المؤمنون الصادقون.
الشهادة على الأمم من أنفسهم يوم القيامة:
كل جان أو مخطئ في الغالب لا يجرأ على الاعتراف بذنبه، سواء في قضاء الدنيا أو في قضاء الآخرة، ويحتاج الأمر حال الإنكار إلى إثبات بالشهود، لأنه لا يصدر الحكم القضائي عادة من غير أدلة كافية في الإثبات كالإقرار والشهادة والقرائن واليمين. ويحتاج الأمر لبيان جنايات العصاة يوم القيامة، فيبعث الله الشهود من الأمم نفسها أو من غيرها، وفي هذه الآيات التالية إثبات الجرم من الأمم ذاتها بشهادة الشهود، قال الله تعالى واصفا ذلك وردود الفعل من المشركين والكفرة:


{وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً ثُمَّ لا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (84) وَإِذا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذابَ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (85) وَإِذا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ قالُوا رَبَّنا هؤُلاءِ شُرَكاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ (86) وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (87) الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ بِما كانُوا يُفْسِدُونَ (88) وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ (89)} [النّحل: 16/ 84- 89].
هذه آية وعيد للكفار يوم القيامة، مفادها: اذكر أيها النبي يوم نبعث من كل أمة شاهدا عليهم، بالكفر أو الإيمان، والشهيد: الشاهد، وهو نبيهم يشهد عليهم بما أجابوه عما بلّغهم عن الله تعالى، إما بالإيمان، وإما بالكفر والعصيان، ثم إذا شهد عليهم نبيهم لا يسمح لهم بالاعتذار والدفاع عن أنفسهم، لأنه لا حجة لهم، ولأنهم يعلمون كذبهم في الاعتذار، ولأن أحكام الله عادلة عدلا مطلقا، ولا يطلب منهم العتاب، لأنه: لا فائدة في العتاب، مع سخط الله وغضبه، فإن الرجل يطلب العتاب من خصمه إذا كان جازما أنه إذا عاتبه رجع إلى صالح العمل، والآخرة دار جزاء، لا دار تكليف وعمل، ولا أمل في الرجوع إلى الدنيا.
وأما ردود الفعل من الكفار الظلمة بعد صدور الأحكام، فهي الإحباط واليأس والحيرة لأنهم إذا رأوا العذاب وعاينوا العقاب، فلا ينجو منهم أحد، ولا يخفف عنهم من شدته ساعة واحدة، ولا هم ينظرون، أي لا يمهل عقابهم، ولا يؤخر عنهم، بل يؤخذون بسرعة من موقف الحساب وتوزيع الصحف التي يعلن فيها قرارهم النهائي.
ويزداد المشركون حيرة وارتباكا، فإنهم إذا رأوا يوم القيامة بأبصارهم الأوثان والأصنام وكل معبود من دون الله- لأنها تحشر معهم توبيخا لهم- إذا شاهدوها، أشاروا إليهم، وقالوا: هؤلاء شركاؤنا الذين كنا نعبدهم من دون الله، قاصدين بذلك إدخالهم في المعصية والحساب، فترد عليهم الشركاء المزعوم ألوهيتها قائلين:
كذبتم، لم نأمركم بعبادتنا، أو إنكم لكاذبون، ما كنا ندعوكم إلى عبادتنا، فمن كان من المعبودين من البشر تكلم بلسانه، وما كان من الجمادات تكلم بقدرة الله، بتكذيب المشركين في وصفهم بأنهم آلهة وشركاء لله.
ثم قال تعالى: {وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ} أي استسلم العابد المشرك والمعبود، وأقروا لله بالربوبية، وبالبراءة عن الشركاء والأنداد، وذلّوا واستسلموا لله جميعا، وغاب وذهب عنهم افتراؤهم بنسبة الشركاء لله، وأنها أنصارهم وشفعاؤهم، أي: إنه حل بهم عذاب الله، وباشروا نقمته.
ثم فسّر الله نوع العذاب، فأخبر أن الذين كفروا ومنعوا غيرهم من الدخول في الدين، وسلوك سبيل الله، زادهم الله عذابا فوق العذاب العام لجميع الكفار، عقوبة على إفسادهم وصدّهم الناس عن دين الله وشرعه وعبادته.
وهذه إشارة واضحة إلى أن من دعا غيره إلى الكفر والضلال، ضوعف عذابه، واشتد عقابه، كما أن من دعا إلى دين الله الحق، ضوعف ثوابه، وعظم قدره عند الله تعالى.
وتدلنا الآية أيضا على تفاوت الكفار في العذاب، كما يتفاوت المؤمنون في درجات الجنان، وكما جاء في قول الله تعالى: {قالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 7/ 38]. روي في ذلك عن ابن مسعود أن الله تعالى سلّط عليهم عقارب وحيّات لها أنياب كالنخل الطوال.
وقال عبد الله بن عمرو بن العاص: إن لجهنم سواحل فيها هذه الحيات وهذه العقارب، فيفر الكفار إلى السواحل من النار، فتتلقاهم هذه الحيات وهذه العقارب، فيفرون منها إلى النار، فتتبعهم، حتى تجد حرّ النار، فترجع.
شهادة نبينا على الأمم وأمته:
تتأكد الشهادة الصادرة من الأنبياء السابقين على أممهم بشهادة نبينا عليهم الصلاة والسلام لأنه لا أصدق في الشهادة من الأنبياء المعصومين من الخطايا والذنوب، فتكون شهادتهم حقا مطلقا، وعدلا صرفا، لا مجال للطعن فيها من أحد، فتكون طريقا مقطوعا أو متيقنا لإثبات الجرم أو الخطأ، ويكون الحكم الإلهي العادل حاسما في الموضوع، وكل هذا تهديد ووعيد، ينبغي على العقلاء التفكر فيما ينتظرهم من عقاب، لا سبيل إلى التخلص أو النجاة منه، قال الله تعالى واصفا شهادة نبينا صلّى اللّه عليه وسلّم على الأمم، وتأكيد مفاد الشهادة بالقرآن الكريم:


{وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ (89)} [النّحل: 16/ 89].
تتضمن هذه الآية الكريمة وعيدا وتهديدا للكفار الذين لا يؤمنون برسالات الرسل والأنبياء، مضمونها: واذكر أيها النبي يوم نبعث في كل أمة شاهدا عليها قطعا للحجة والمعذرة، وهو رسولها الذي شاهد في الدنيا تكذيبها وكفرها، وإيمانها وهداها، ويجوز أن يبعث الله شاهدا من الصالحين مع الرسل. قال بعض الصحابة:
إذا رأيت أحدا على معصية فانه، فإن أطاعك، وإلا كنت شهيدا عليه يوم القيامة.
ويكون الشاهد الأصلي هو من الأمة نفسها في اللسان والسيرة وفهم الأغراض والإشارات، حتى يتحقق الهدف المقصود، فلا يتمكن من ذلك من كان غريبا عن الأمة، فلذلك لم يبعث الله نبيا قطّ إلا من الأمة المبعوث إليهم.
ثم يكون النبي محمد صلّى اللّه عليه وسلّم شاهدا على الأنبياء والأمم، تأكيدا لشهادة الأنبياء، ولأن نبينا حكم عدل في القضاء بين الأمم وأنبيائها، من طريق الأخبار الواردة في القرآن بأن كل نبي بلّغ أمته رسالة الله وتكاليفه. ويؤيد هذا المعنى آية أخرى: {وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} [البقرة: 2/ 143].
ويرى أكثر المفسرين أن قوله تعالى: {وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ} يراد بهؤلاء: الأمة التي أرسل لها نبينا صلّى اللّه عليه وسلّم، والقصد من هذه الشهادة: أنه أزاح عنهم علتهم فيما كلّفوا به، وهو ما جاءهم به من عند الله، فلم يبق لهم حجة ولا معذرة، ودل على ذلك تتمة الآية: {وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ} أي: نزّلنا على التدرج عليك أيها الرسول هذا القرآن، تبيانا واضحا لكل شيء من العلوم والمعارف الدينية والإنسانية، مما يحتاج إليه الناس في حياتهم، وهدى للضالين، ورحمة لمن صدّق به، وبشرى لمن أسلم وجهه لله، فأطاعه وأناب إليه، بشرى بجنان الخلد والثواب العظيم.
فالقرآن الكريم شفاء لما في الصدور، ودواء ناجع لكل أمر صغير وكبير، وفيه حكم كل شيء مما نحتاج إليه في الشرع، ولا بد منه في الملة، كالحلال والحرام، والدعاء إلى الله، والتخويف من عذابه، كما جاء في قوله تعالى: {ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: 6/ 38].
وتبيان كل شيء في القرآن، إما نصا على حكمه صراحة، وإما إحالة على السنة النبوية، حيث أمر الله باتباع رسوله وطاعته، في قوله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ} [النساء: 4/ 80]
. وإما اعتمادا على الإجماع في قوله سبحانه: {وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى} [النساء: 4/ 115].
وإما عملا بالاجتهاد أو القياس، وإما ببيان القواعد الكلية والمبادئ والمقاصد العامة، وأصول التشريع، فكان القرآن بهذه الأصول والقواعد تبيانا لكل شيء.
قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم فيما رواه أبو داود والترمذي: «إني أوتيت القرآن ومثله معه».
والواقع أن عموم القرآن وشموله لكل نواحي الدين والدنيا والقيادة والعبادة، وأنظمة الحياة الاقتصادية، والسياسية، والحربية، والاجتماعية، إنما جاء من طريق جعله دستور الحياة الإسلامية الصالح لكل زمان ومكان، والدستور عادة يكون بوضع الأصول والمبادئ العامة والأنظمة الكلية في الجملة، وبأسلوب مرن.
أجمع آية للخير والشر:
امتاز التشريع القرآني ببيان الإيجابيات والسلبيات، وإيضاح المحاسن وأصناف الخير، والتحذير من المساوئ وألوان الشر، وكان منهجه ليس مجرد وضع قوانين جامدة، وإنما التنصيص على قواعد العدل، مع قرنها بالإحسان، وبناء الحياة بقواعد المعروف، والتنبيه إلى معاول الهدم بمقاومة المنكر والبغي، والعدل والإحسان يحتاج احترامهما إلى الوفاء بالعهد، وتحريم الخيانة والغدر، ومنع نقض الأيمان والعهود، قال الله سبحانه مبينا هذه الأصول:

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10